لا ينبغي لعقلاء الأمة أن يربطوا بين ما يفعلون حالا وبين رؤيتهم ثمرة فعلهم؛ إذ المقصود أن نزرع لننفع غيرنا لا سيما الأجيال القادمة من أبناء الأمة الإسلامية المباركة؛ إذ إن التفكير دوما للمستقبل للأمة ينبغي أن يكون أفضل منه في الحال، لنصل إلى ارتقاء الأمة؛ أي: أن يكون كل جيل أفضل من سابقه، وهكذا، وعليه فإن أجيال اليوم لا بد أن تفكر لتصنع شيئا لمستقبل الأمة في الغد، حتى ولو لم تدرك ثمرة زرعها، فلربما انتفع بها من بعدها، وهذا أصل إسلامي أكّد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال عليه السلام: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها” [صحيح]. إن نزول المصائب الكبار على الأمة لا يمنعها أن تفكر في المستقبل وتنفع أجيالها فيه، حتى لو كان هذا المصاب هو الدجال!! فعن داود بن أبي داود الأنصاري قال: قال لي عبد الله بن سلام (الصحابي الجليل الذي شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقد شهد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتح بيت المقدس وتوفي بالمدينة سنة 43هـ): “إن سمعت بالدجال قد خرج وأنت على وَدِيَّة تغرسها، فلا تعجل أن تصلحه؛ فإن للناس بعد ذلك عيشا”[صحيح].