مقالات

الرئيسية / المقالات / حدث و حديث / فلسطين لن ننساك
vector
article
بسم الله الرحمن الرحيم فلسطين لن ننساك
منذ سنة
وكتبها الشيخ د.أحمد النقيب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، فلسطين عربية منذ قبل الميلاد بأكثر من ثلاثة آلاف سنة، ولم يدخلها اليهود ليقيموا بها ومن ثمَّ تكون لهم دولة إلا فترة من الزمن هي خمسمائة عام فقط قبل الميلاد؛ وكانت فلسطين تتبع السيادة المصرية آنذاك، ثم سقطت في يد الفرس، ثم في يد الرومان، ثم دخلها المسلمون الفاتحون عام 15هـ/ 16هـ، ومنذ ذلك الحين وهي عربية إسلامية إلا في عصر الصليبيين، حيث سقطت فلسطين والقدس في أيديهم لمدة (92) سنة فقط، ثم استردها المسلمون، إنها قلب العالم الإسلامي إن بها مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بها مراقد الصحابة والتابعين والصالحين، بها جزء مهم من تاريخ أمتنا وحضارتنا الإسلامية، ثم ماذا؟!! بسبب ضعف الدولة العثمانية التي تملكت هذه الديار منذ سنة (1517م)، تطلع اليهود إلى زيارتها والإقامة فيها، كذلك فعل أيضا النصارى الأوروبيون، وكانت قَبْلُ حراما عليهما!! ثم ازداد الوهن بالدولة العثمانية وازدادت الأطماع؛ لتقسيمها، وكان لابد ضرورة في وجود قاعدة للقوى العالمية الباغضة للإسلام في قلب العالم الإسلامي، فكان التفكير الجدِّي لإيجاد دولة الصهاينة على تراب المسلمين العرب الفلسطينيين!! كان مجموع ما كان يملكه اليهود من أرض فلسطين حتى قبل 1939م لا يتجاوز 2% من جملة أرض فلسطين، استحوذوا على هذه النسبة إما شراءً من عائلات غير فلسطينية بلبنان وسوريا، كانت لها أملاك بفلسطين، أو تملكوها عن طريق استعطاف العرب وإهداء العرب لهم بعض الأرض لزراعتها والعيش فيها نظرا لفقرهم وحاجتهم، أو عن طريق التحايل والدهاء. لكن في فترة 1939-1947 زادت النسبة قليلا، بسبب سياسة المحتل الإنجليزي في زيادة فرض الضرائب على أراضي الفلسطينيين، مما جعل بعض الفلسطينيين يضطرون لبيعها. وهكذا كانت مجموع أراضي اليهود بفلسطين قبل 1948م من 4 – 5 % من جملة أراضي فلسطين.كان البريطانيون -عند احتلالهم لفلسطين- قد أَعَدُّوا اليهود عسكريا واقتصاديا وإداريا؛ لهذا قبل إعلان رحيل بريطانيا عن فلسطين، سَلَّمت بريطانيا أسلحتها وقواعدها العسكرية لليهود بفلسطين من 1947م – (1948)؛ لهذا عندما رحلت بريطانيا رسميا (1948) في اليوم التالي أعلنت عصابات اليهود تكوين دولتهم، وهم لا يملكون إلا (5%) من أراضي فلسطين، وكان عددهم حوالي (1/9) عدد سكان فلسطين!! لكن كانوا مسلحين مدربين، والقوى العالمية كلها من ورائهم؛ لهذا لما قامت حرب (1948) انتهت سريعا لصالح دولة الكيان الصهيوني، وبالإرهاب والقتل والتشريد والعنف استولت عصابات اليهود على أكثر من (80%) من أراضي فلسطين، ومن جملة ما استولت عليه (القدس الغربية) واستمر مسلسل الإرهاب الصهيوني حتى تم تشريد أكثر من مليون فلسطيني آنذاك، وصارت الغلبة السكانية في فلسطين لليهود!! ثم كانت حرب (1956)، (1967) واستولت عصابات الإرهاب الصهيوني على مزيد من أراضي العرب والمسلمين، ومنها القدس الشرقية، وهكذا سقطت فلسطين بالتمام في يد الصهاينة.ثم كان نصر (1973) واندحار أسطورة الجيش الصهيوني على يد الجيش المصري، ثم حصل استدراج العرب لمستنقع المفاوضات والسلام، وغابت مقولات ما أُخذ بالقوة لا يُردّ إلا بالقوة، ليحل محلها مقولات الدبلوماسية والحلول التفاوضية وطاولات المحادثات المستديرة والمستطيلة... وانتهت المفاوضات بعدة اتفاقات أشهرها كامب ديفيد (زمن كارتر) ثم أخطرها ما حدث زمن ترامب (اتفاقيات أبراهام) والتي بمقتضاها دخلت دول عديدة في القفص الصهيوني (التطبيع مع العدو الصهيوني) منها: الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.. ومن أبرز المطبعين اضطرارا الفلسطينيون!! وهنا كانت العلاقات المتأزمة دوما بين الفلسطينيين (لاسيما المسلمين) وبين العدو الصهيوني، بسبب التَّماس والمصاقبة بينهما، وأخطر ما يهدد العدو: قطاع غزة؛ لتدينه وترابطه سكانيا وعرقيا وأعرافا؛ لذا كانت المواجهات الدائمة، وكانت رغبة الصهاينة أن يتخففوا من مسئولية هذا القطاع!!لقد كان لتصرفات الصهاينة في القدس العواقب الوخيمة، حيث يزداد العنف ويستمر مسلسل الإرهاب الصهيوني، حدث هذا مرارا منذ قرار اليهود (1967) بتوحيد القدس وجعلها عاصمة لدولتهم!! وسَرْد المواجهات بين مسلمي فلسطين والصهاينة طويل!! لكن ما يعنينا الآن - وأنا أكتب هذه الكلمات قبيل فجر السبت 15/5/2021، الموافق 2 شوال 1442هـ - من تحرش الصهاينة منذ بدايات رمضان بالمقادسة المسلمين لاسيما في حارة الشيخ جراح، ومحاولتهم إخراج أكثر من (15) أسرة من بيوتها؛ ليحل محلها مستوطنون يهود!! وهو ما أدى إلى صدامات بين المسلمين المقادسة وبين عصابات الصهاينة من الجيش والأمن والمستوطنين، ثم بلغ السيل مداه عندما أرادت قوات الأمن الصهيونية منع المصلين من دخول المسجد الأقصى -لاسيما في الأيام العشر الأخيرة من رمضان- وأدت المصادمات إلى وقوع عشرات القتلى والمصابين بين المسلمين بالمسجد الأقصى وجواره..إزاء ما يحدث، وإزاء السكوت العربي والإسلامي إلا ما حصل في (1/5/2021) من دعوة المفتي العماني لنصرة المسلمين في القدس الذين يواجهون الاحتلال الصهيوني والمستوطنين المتطرفين،

مقالات ذات صلة

articles
منذ سنة
برامج مختلفة لكفالة اﻷيتام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، فلسطين عربية منذ قبل الميلاد
شاهد المزيد